فيروس نيباه الجديد

 


 

لم ينتهي العالم بعد من أزمة كورونا التي تخطى عدد إصابتها عشرات الملايين وأودى بحياة 2.2 مليون من الناس حوالي العالم , إلا وحلت أزمة شديدة يبدو أنها أكثر خطورة وفتكا من كورونا وهو فيروس نيباه الذي ظهر في الصين مجددا ويبدو أن المتهم عاد مجددا للمشهد , آلا وهو الخفاش الذي ينتمي لنوع خفافيش الفاكهة أو الثمار والذي ينتمي لصنف الثعالب الطيارة , رغم نفي الدولة الصينية بتواجد الفيروس على أراضيها عبر تقرير نشر في صحيفة الغارديان البريطانية يوم 26-يناير

 

كيف بدأت القصة :

 

يبدو أن القصة قديمة ولكنها طي الكتمان ولم يروج لها إعلاميا بالشكل المطلوب ربما لعدم وجود السوشيال ميديا وقتها , حيث ظهر هذا الفيروس لأول مرة عام 1999 في ماليزيا ومن ثم الهند وبنغلاديش عام2001  ولكنه لم ينتقل كثيرا بين الناس وأصاب أعداد قليلة جدا , ولكن المشكلة أن هذه الخفافيش ليست محصورة فقط في دول آسيا , بل يوجد منها الكثير في أفريقيا والتي من الممكن أن تنقل الإصابة هناك خصوصا في ظل وجود أعداد كبيرة من سكان أفريقيا يعانون ضعف التحصيل العلمي وقلة الرعاية الصحية

 

الكثير من التقارير الإعلامية نبهت أن هذا الفيروس (نيباه) والذي سمي بهذا الإسم نتيجة لظهوره أول مرة في بلدة nipah الماليزية ,  قد يكون أكثر فتكا و قتلا من فيروس كورونا وعلى جميع الدول أن تستعد له , وهذا حسب ماقالته الناشطة الصحية في مؤسسة (أكسيس تو ميديسن ) مؤكدة أيضا أن هذا الوباء طور التحديث من نفسه وهذا ما يجعله مصدر قلق ورعب للعالم أجمع ,كما أبلغت المصادر الأوروبية شركات الدواء استعدادها لعمل أبحاث ودراسات كبيرة لهذا الفيروس لغرض الاستعداد له وإيجاد العلاج المناسب

 

أفادت التقارير المبدئية أن هذا الفيروس يسبب إلتهابات كبيرة وخطيرة للدماغ ما يؤدي بحامل الفيروس للوفاة وهذه نبذة عن الأعراض التي يتسبب بها الفيروس في مراحله الأولى والمتقدمة وحتى المراحل الأخيرة :

 

حمى , صداع , إلتهاب في الحلق وصعوبة في التنفس ,وكذلك التقيؤ الشديد وعدم وضوح الرؤية , نهاية بالإرتباك والشعور بالنعاس طوال الوقت ,وأيضا التشنجات والغيبوبة ,وصولا لإلتهاب الدماغ  , حيث أفادت تقارير أخرى بأنه قد يتسبب في حالة انفصام للشخصية , أي يتصرف الشخص عكس شخصيته وبشخصيته في آن واحد مؤكدة بأن الفيروس سبب وفاة مابين 40 - 70% من حامليه وأن فترة حضانة الفيروس تتراوح ما بين 4 - 14 يوما, بينما أكدت تقارير أخرى أن الفترة تتراوح حتى 45 يوما

 

هل يمكن الشفاء منه ؟

 

ولله الحمد نعم , ولكن المقلق والمرعب أن المتعافين منه يعانون من مضاعفات صحية كبيرة منه وهذا حسب ما أفادت به منظمة الصحة العالمية من خلال تقاريرها الأولية

 

للأسف لا يوجد للأن علاج ودواء لهذا الفيروس رغم تنبيهات منظمة الصحة العالمية لشركات الأدوية ومراكز البحوث عام 2018 بالحث السريع لإيجاد الحل قبل وقوع المشكلة وظهوره مجددا على الشاشة وتفشيه في العالم

 

ختاما أؤكد ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام أن المؤمن لايلدغ من جحره مرتين : علينا نحن المسلمين أخذ الحيطة والحذر ونشر الوعي بين الناس عبر الارشادات الموجهة من المنظمات الصحية كغسل اليدين والأطعمة جيدا والمحافظة على النظافة الشخصية وتقليل المخاوف والتهويلات لعامة الناس والاستفادة من أخطاء تجربتنا السابقة مع فيروس كورونا


تعليقات

إرسال تعليق