سر علاقة المغرب بالسحر

 


 

 

لا توجد دولة في العالم تقريبا تشتهر بترويجها للأعمال الخطيرة والشريرة خصوصا السحر والشعوذة مثل دولة المغرب , حيث يوجد تراخيص قانونية تسمح للسحرة فيها بممارسة وترويج أعمالهم ونشاطاتهم , حتى على السوشيال ميديا , فالكل يعلم ,كم من طلب صداقة  صادفه على في الفيسبوك وكم صفحة وإعلان أيضا منها دعايات ومنشورات بجلب الحبيب ورد المطلقات وكشف الكنوز والسارق  منها : أم خديجة المغربية التي نالت شهرة كبيرة بسبب هذه الممارسات وغيرها الكثيرين
 
كما تعد المغرب  أكثر الدول التي يتواجد بها السحرة والمشعوذين وتعتبر أيضا وجهة سياحية لمن أراد تعلم السحر وممارسته  وكذلك لمن يود التخلص من السحر, كما يوجد فيها السحرة اليهود إذ لهم انتشار كبير جدا في مناطق  وقرى الدار البيضاء , وتشتهر المغرب أيضا (بزنقة العراكات) : وتتميز هذه الزنقة بوجود العديد من المحلات التي تقوم ببيع لوازم ومستحضرات السحر  مثل : أدمغة الضباع ورؤوس الزواحف  وبعض الأعشاب والشموع وتشتهر بالزنقة ظاهرة استلام النساء شؤون إدارة المحلات والبيع فيها , كما يوجد عديد النساء في هذه الزنقة التي يشتهرن بقراءة المستقبل أو الكفوف مقابل 50 درهم مغربي , وكذلك يوجد كهف دانيال الذي يعتبر بمثابة جامعة هارفارد في تعليم فنون السحر وممارسته
 
كما يطلق عليهم (الفقهاء) وهم كبار السحرة في المغرب من اليهود والعرب والأسبان والذين يفضلون التواجد والمعيشة في القرى  مثل : (دكالة وسوس)  والذين يشتهرون بممارسة (السحر الأسود) أو( التراجيم ) ويبرعون أيضا في عدة ممارسات مثل تسخير الجن لعقاب أي أحد وعلاج العقم وأمراض النساء
ويوجد أيضا الحاخامات اليهود الذي يبرعون ويتقنون سحر (الكابالا) والذين يكونون أغلب زبائنهم ممن يمتلكون المال وميسوري الحال  , منهم (حاييم أزلغوط ) الساحر ذو السبعين عام  والذي يعد من أشهر سحرة الكابالا , ويأتيه العديد من الناس حول العالم طالبين البركة منه زاعمين  أنه رجل يتمتع بقدرات خارقة
 
وكذلك يوجد العمانيون الذي يتقنون ممارسة سحر الفودو والذي يعتبر أخطر أنواع السحر الأسود معتمدين على الدمى في ممارسة هذا النوع من السحر زاعمين أن الدمى لها تأثير كبير  في الشخص المراد سحره , معتمدين أيضا على محاليل تسمى (ماسان) والتي يصل سعر القنينة الواحدة منها 5000 دولار  وبدورها تساهم في احداث مشاكل صحية ونفسية للشخص المراد سحره
 
ومن أشهر الأعمال المنتشرة في السحر : تقديم وجبة الكسكسي الشهيرة ولكن برأس كلب مطبوخ وذلك لجعل الزوج يلبي رغبات وطلبات زوجته , إذا كان الزوج عنيد , أما لحمايته من إغراء النساء فتقدم إليه شوربة بأظافر الهدهد وبعض أنواع الطيور , وكذلك تعتبر (أدمغة الضباع ) وجبة راقية تقدم لخدمة الساسة في تقلد المناصب الرفيعة , كما تكثر في ليلة القدر ممارسات الشعوذة الغريبة مثل تعري النساء في المقابر أمام ضوء القمر , وخلط مني الرجال ببعض الأعشاب في قطعة قماش وتركها أمام ضوء القمر خشية وقوعه في الخيانة
 
ومثل ماذكرنا سلفا أن السحرة اخترقوا الانترنت ومواقعه لغرض ترويج أنفسهم وترويج أعمالهم وجذب أكبر عدد من الزبائن الجهلة أصحاب النفوس المريضة والخبيثة  , لم يكتفوا بهذا القدر , فقد اخترقوا حياة الساسة أيضا , فالساسة المغاربة يلجأون للسحرة لغرض زرع محبتهم في قلوب الناس , ومن يود أيضا معرفة نتيجة الانتخابات وغيرها من المطالب الغريبة
 
فالسحر في المغرب غير محتكر لفئة أو طائفة معينة , فيلجأ إليه العديد : الصغير والكبير , النساء والرجال , الجهلة وأصحاب الشهادات , والموظفين والعاطلين
 
فكلما ذكر مصطلح السحر ذكرت المغرب , فهذه حقيقة ليست سر حديث الولادة أو اللحظة , فعند النظر والرجوع للكتب القديمة فستجد هذه العلاقة الوطيدة بين السحر والمغرب في كتاب (ألف ليلة وليلة , ومقدمة ابن خلدون وغيرها من المؤلفات والكتب التاريخية ) , إلا أن في الحقيقة  ارتباط السحر والشعوذة بالعرب يرجع للحضارات القديمة  الفرعونية والاغريقية والبابلية , في حين يعود تاريخه في المغرب  إلى عصر الفينيقيين والرومان , غير أنها لم تنتشر بهذا الشكل إلا قبل أعوام قليلة
حيث كشفت "كريمة الودغيري"، الباحثة المغربية في علم الاجتماع أن انتشار الشعوذة بالمجتمع المغربي يعكس سيادة الثقافة التقليدية اللاعقلانية، حيث يتم تفسير كل شيء بالغيب.
وأشارت إلى إنه على الرغم من ارتفاع مؤشرات التدين عند المغاربة، إلا أنها لا تعني تحولاً جوهرياً في بنية المجتمع الثقافية، بل إن بعض الممارسات والعادات القديمة ذات الأبعاد الغيبية ما زالت سائدة بين فئات عريضة من هذا المجتمع، وعزت تلك العادات إلى تفاقم الأزمات وتداخلها، وارتفاع نسبة الفقر والبطالة والأمية بين هذه الفئات مع تنامي حاجاتها، ما يزيد من تعاطيها بعض الممارسات الغيبية لحل مشاكلها.
 
أما بخصوص الأسباب التي تساهم في استمرار ظاهرة السحر والشعوذة في المجتمع المغربي، فيجملها الخبير المغربي في علم النفس الاجتماعي إلى "العقلية القديمة التي ما زالت مستمرة وسط الجيل الجديد".
ويشير المتحدث إلى أن وسائل التوعية المتاحة "لم تنفع في تغيير معتقدات أولئك المغاربة"، داعيا إلى حملة حقيقية لمحاربة الظاهرة، مردفا "على السلطات المغربية ألا تسمح بمثل هذه الممارسات

تعليقات

إرسال تعليق